سنوات الضياع وضياع العقل العربي ....
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نخاف من الغرب..فأتانا الموت من الشرق..سنوات الضياع وضياع العقل العربي
ربما وفقت الدراما التركية (المدبلجة) للدخول من غير استئذان لقلوب الكثيرين من مشاهدي قناة MBC ..نظرا لطبيعة الأتراك الشرقية والقريبة منا كعرب والتي أسهمت الي حد كبير الي تقبل الجمهور العربي لهذه الدراما..
تابعت حلقة واحدة فقط منه بالصدفة..ببيت احد الاصدقاء وكانت الحلقة 109 .. أحسست بنوع من العزلة.. كيف هذا المسلسل محدث ضجة اعلامية بهذا الشكل وانا اول مرة أسمع به.. وبدأت بالتفاعل معه محاولا معرفة قصة الجميلة (لميس) ولماذا تركها (زوجها) وهي بحاجة اليه وهكذا اسئلة كانت في نظر الاصدقاء غبية (جاي بعد اكثر من 100 حلقة تفهم المسلسل)
المجتمع العربي والتركي..كلاهما ينتمي الي مجتمع شرقي..فقد عاشا مئات السنين في ظل دولة واحدة وهي العثمانية.. فمن الطبيعي ان تتشابه العادات والتقاليد وسلوكيات الحياة بين المجتمعين وخاصة ان تركيا دولة قرابة 99% منهم مسلمين..بغض النظر عن النظام العلماني الذي تمارسه..
في تصفحي اليومي للصحف الالكترونية..اصبحت اضغط على كلمة سنوات الضياع على غير عهدي سابقا.. وفي كل مرة ارى عنوانا مختلفا. محزينا ..ام مؤلما ..لا أدري ما اسميه..
امثلة لهذه العناوين
زوجة بحرينية تمهل زوجها اسبوعا ليصبح كــ مهند بطل مسلسل نور
فتاة سعودية تتعلم التركية من أجل مهند
فيصل يتعلم اللغة التركية من الحلاق من أجل لميس
رولا سعد في أغلى كليب عربي تدفع 120 الف دولار ليقف جنبها مهند..يبقى انه الهوس انتقل ايضا للفنانات
تزايد الرحلات من السعودية الي تركيا هذا الصيف بشكل ملحوظ .
مصدر مسؤول..70% من حالات الطلاق بالسعودية سببها الوجوه الفنية التي تظهر بالتلفزيون.
في سوريا..قمصان عليها صورة مهند ونور ..ويحيي ولميس..والافتاء يحرمها..ويحرم الصلاة بها
سعودي يطلق زوجته لإعجابها ببطل مسلسل "نور"
العراقيون يقبلون بكثافة على المطبوعات التي تنشر اخبار نور ولميس.
هذه المسلسلات الجديدة رغم أنها لا تقل سخافة عن تلك التي سبقتها و هذا ان دل فهو يدل على أن عقلية المشاهد العربي لا تزال منغلقة و مبرمجة على نوع معين من الاحداث و هو ما نراه في هذه المسلسلات العقيمة فنيا..
لا أرى في الحقيقة حاجتنا لمثل هذه المسلسلات بوجود الكثير من المسلسلات الضعيفة فنيا و التي تفي بالحاجة لمن يريد تلويث ذائقته بمشاهدتها..
ولكن يبقى هناك أمر يخالف العرف في كلا المجتمعين، ويثير أكثر من إشارة استفهام في رؤوس المشاهدين الشرقيين الذين يتابعون ( الدراما ) التركية ، والذي منعني ايضا من اكمال الحلقات ومتابعة هذا المسلسل .هذا الأمر قد تكرر في أكثر من حلقة وفي أكثر من مسلسل، وهو كثرة الأجــنّة غير الشرعيين ، نتيجة علاقات غير زوجية تتم بين أبطال المسلسل بعيداً عن العيون، والمشكلة الكبيرة في هذا الأمر أن القضية تعالج وكأنها قضية طبيعية، على الأهل أن يتقبلوها برحابة صدر وبروح رياضية متسامحة، والمشكلة الأكبر أن من يشاهد هذه الحلقات هم شرائح اجتماعية مختلفة تصوراً وثقافةً وتوجيهاً ومن أجيال متعددة ومتفاوتة. فالفتاة ( لميس ) تحمل من صديقها ( يحيى) من دون عقد رسمي، بعد ان كنت ادافع عن تلك الجميلة واحسبه زوجها وهي الإنسانة الناضجة الواعية التي تعتبر على قدر كبير من الثقافة، والمثل الاعلى لبعض البنات وحلم كل شاب سقيم التفكير
ويقال ان في مسلسل نور نفس المشاهد مكررة..لم اتابعه حقيقة..الفارس (مهند) له ولد غير شرعي..وكذلك أخته وعمته ..قمن بعلاقات غير شرعية.. ونحن قمنا نصفق لهم..
في الحقيقة.. كنا نخاف من أن يأتينا الغزو الثقافي من الغرب ، ولكن يبدو أنه في هذه المرة قد أتانا من الشرق !.
السؤال هنا..
هل نحن نشاهد سنوات الضياع ..أم نعيش سنوات الضياع..؟!
الأتراك من فصل الدين عن السياسة.. هل سنكون نحن العرب من فصل الدين عن الفن (علمانية مستحدثة)..!؟
.ما هي حاجتنا لمثل هذه المسلسلات و ما الذي تضيفه لنا..؟؟
لا أنكر جمال المسلسل.. وبراءة (لميس) ..ما قرأناه من عناوين بالأعلى..(صحيحة او غير صحيحة لا يهم) ولكن..أليس هذا منذر بآفة ستعصف المجتمعات العربية
منقول للفائدة